صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

أمّ المؤمنين خديجة: فخر الهاشميّات

لِفَقدِكِ هَذا الحُزنُ والأدمُعُ الحَمرا

تَحُفُّ بِركبِ الموتِ أنفاسُهُ الحَرَّى

 

هُنا تَخشعُ الأصواتُ في مأتمِ الشّجَا

وقد لاذَ حُزنُ العَرشِ بالبَضعةِ الزّهرا

 

عشيّةَ سارَ النّعشُ والكُلُّ واجِمٌ

يُذيبُ نَشيجَ الرّوحِ في دَهشةِ الـمَسرَى

 

وخلفَكِ كانَ الخَطبُ يُبكي مُحَمَّدًا

وقد فارقَتْ دُنياهُ رَحمتُهُ الكُبرَى

 

يُكفْكِفُ في عَينَيهِ دمْعًا وحَسرةً

ويَزفُرُ خلفُ النّعشِ أَحزانَهُ صَبرا

 

لَهُ اللهُ مَثكولًا وقد غابَ عَمُّهُ

فأعقَبَهُ الـمَوتُ الأسَى مرّةً أخرَى

 

وسَمّاهُ عامَ الحُزنِ فقدًا ولوعةً

ولمْ لا وقد غالَ الرّدَى الذّخرَ والنَصرا!

 

خَديجةُ يا كهفَ النّبوّاتِ والهُدى

يُسَطِّرُ من آياتكِ الـمَجدَ والفَخرا

 

تَكفّلتِ هَذا الدّينَ والكُفرُ مارِدٌ

تأبّطَ حِقدَ القومِ بالشّرعةِ الغَرّا

 

يُحاولُ مهما اسطاعَ غَدرًا وغِيلةً

لِيَبطِشَ بالهادي ومَن آمَنوا جَهرا

 

فعاشَكِ خيرُ الخلقِ دِفئًا ورحمةً

عَشيّةَ كانَ الشّركُ مُنتفِضًا شَرَّا

 

وأوليتِ هَمَّ الدِينِ جاهًا وثَروةً

فلمْ تُبقِ لا بيضاءَ تُدرَى ولا صَفرا

 

وعايشتِ كَربَ الشِّعبِ والشِّعبُ مِحنةٌ

وما أورثَتْ إلا الـمَصاعبَ والضُّرّا

 

وها أنتِ يا أمّاهُ في ساعةِ اللّقا

وجِسمُك بالأسقامِ قد ذابَ واصفَرّا

 

تُديرينَ غِبَّ الـمَوتِ طَرْفًا وعَبرةً

إلى طِفلةٍ وضّاءَةٍ واسمُها الزّهرا

 

وتُرخِينَ لِلمختارِ جَفنَيْ وَصيّةٍ

وكانَ قميصُ الوحيِ تُحفتَكِ النّورا

 

وفي كَفَنٍ زاهٍ وجِبريلُ مُحتفٍ

يُزفُّ مِن الجَنّاتِ في تُحفةٍ أُخرَى

 

وشِبلُكِ يَومَ الطّفِّ أمسَى مُجرَّدًا

تُخضِّبُ وجهَ الأرضِ أَوداجُهُ الحَمرا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد