مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
غنيمة حبيب
عن الكاتب :
رئيسة فريق دعم أهالي المدمنين ورئيسة مجلس إدارة الرابطة الوطنية للأمن الأسري في الكويت

العنف المدرسي مشكلة مجتمعية


غنيمة حبيب ..

في ظل ما نشهده من تغيرات متنوعة في المجتمعات المختلفة أصبح العنف يشكل أخطر المشكلات التي تواجهنا، بل وانتقل ليشكل مشكلة كبيرة لدى الأطفال وطلبة المدارس، ولا شك بأن عدم مواجهة هذه المشكلة سوف يكون له نتائجه الوخيمة على مستقبل هؤلاء الأطفال والطلبة، ولعل القول بأنها مشكلة عامة تطال جميع المجتمعات لا يشكل مبررًا للتنكر للمشكلة أو عدم البحث عن الحلول .
وقد تنبه الكثير من التربويين لهذه المشكلة وحاول الكثير منهم وضع برامج ونظريات لتعديل السلوك العدواني في مرحلة مبكرة لدى الأطفال، وعلى الرغم من تلك الجهود نجد أن العنف في المدارس في تزايد وتفاقم، مما يدعونا ويلح علينا بشكل عاجل أن ندرس عدم جدوى كل تلك الجهود ونستكشف مواطن الخلل.
إن للمشكلة أسبابًا كثيرة ولا تكاد تنجز دراسة دون أن تتعرض لتلك الأسباب وتحاول وضع الحلول المناسبة، وكل من يطلع على أبعادها يمكنه أن يتحدث عن أسباب العنف، لكن من يمكنهم التحدث عن إشكالية عدم جدوى الحلول هم قلة قليلة.
التقصير في التعامل مع العنف لا ينحصر بفئة معينة لأن المشكلة تحتاج لجهود فئات كثيرة بدءًا من الأسرة ومرورًا بالمدرسة والإعلام وصولًا إلى مؤسسات الدولة الأخرى، المشكلة تحتاج إلى مواجهة مجتمعية جادة، فالتكاسل من فئة مجتمعية واحدة والتقصير في واجباتها الاجتماعية يدمر جهود الفئات الأخرى.
وربما يقول البعض بأن تلك الواجبات التي تخرج بها الدراسات غير واضحة، بل يشوبها بعض من التداخل الغامض، ولهذا بدأنا نرى الكثير من الدراسات تقوم بتخصيص التوصيات من حيث الجهة المعنية بتنفيذ كل منا.
خلاصة ما أود قوله بأن التنظير والدراسة شيء، وله أهميته دون شك، لكن القدرة على تنفيذ وتطبيق ما نقوله في كل مرة يوجد فيه خلل، فهل أصبحنا بحاجة إلى دراسة تتناول تطبيق وتنفيذ ما تخرج به البحوث والدراسات من توصيات؟ وربما يدعونا هذا إلى التساؤل إلى أي مدى تكون الجهة التي تتناول المشكلة جادة في توصياتها؟ أم أنها توصيات فقط لتكون دليلًا على إنجاز، فلا يكون مصيرها سوى الأدراج!.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة