البسملة هي إيجاد الإضافة بين العبد وخالقه إضافة تشريفية، وقد اختيرت هذه الجملة المباركة لأنّ فيها من أوسمة الخير -الكثيرة- ...، فإن قرن العبد اعتقاده بالعمل بما يدعو إليه تعالى، كانت البسملة وسامًا قوليًّا واعتقاديًّا وعمليًّا، وإلّا كانت لفظية فقط لها بعض الآثار كالتبرك باللسان مثلاً.
ومثل هذه الإضافة لم تكن أمرًا غريبًا عند الناس، بل هو مألوف عندهم بذكر أسماء عظمائهم ورؤسائهم في مبادئ أمورهم تشرفًا وتقربًا إليهم ووسامًا لأنفسهم، مع أن المنسوب إليه كنفس المنسوب والنسبة في معرض الهلاك والزوال، فأثبت القرآن للنّاس إضافة تشريفية إلى اللّه تبارك وتعالى الذي لم يزل ولا يزال، وتبقى الإضافة إليه كذلك أيضًا، فقرر ما هو المألوف لديهم بلفظ آخر وهو البسملة، كما في قوله تعالى: (فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) [سورة البقرة، الآية: 200]
ومنه يعلم أهمية البسملة، فإن فيها إضافة إلى الرحمن الرحيم الأزلي الأبدي، ولهذا وردت أخبار تؤكد على الابتداء بها في جميع الأمور...، فإذا قال العبد المؤمن (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يكون من مظاهر رحمته تعالى من جهتين، جهة التلفّظ بالقول، وجهة الذات فإن ذاته من مظاهر رحمته...
ثم إنّ الاسم ما أنبأ عن المسمّى، وهو تارة يكون ذات المسمّى وأخرى: جوهرًا موجودًا خارجيًّا، وثالثة: عرضًا كذلك. والكلّ يصح بالنسبة إليه تعالى، فمن الأول ما ورد في الأثر عن علي (عليه السّلام) «يا من دلّ على ذاته بذاته» فاتحد فيه تعالى الدال والمدلول، واختلف بالاعتبار ومثله كثير.
ومن الثاني أنبياء اللّه وأولياؤه الذين جاهدوا في اللّه، وفي الحديث: «نحن أسماء اللّه الحسنى»، بل عن بعض الفلاسفة المتألهين: «إن جميع الموجودات تحكي عن جماله وجلاله».
ومن الثالث الأسماء اللفظية التي تطلق عليه تعالى...
والمعروف أنّ أسماءه تعالى توقيفية لا يجوز إطلاق اسم عليه تعالى لم يرد في الشريعة المقدسة إطلاق به عليه، وإن أمكن ذلك عقلاً، فلا يجوز إطلاق المادة والصورة عليه تعالى لامتناعه عقلاً، وعدم الورود شرعًا، كما لا يجوز إطلاق العلة عليه تعالى لعدم وروده شرعًا وإن أمكن عقلاً.
وأمّا الخالق والجاعل وسائر مشتقاتهما، فقد أطلقا عليه شرعًا وهو صحيح عقلاً أيضًا، كما أنّه لم يعهد إطلاق اللقب والكنية عليه.... وإن قيل إنّ الرحمن بمنزلة اللقب له تعالى، ولكنه لم أظفر بما يعضده من خبر يدل على ذلك.
الشيخ فوزي آل سيف
السيد عباس نور الدين
الدكتور محمد حسين علي الصغير
عدنان الحاجي
حيدر حب الله
الشيخ حسين الخشن
السيد جعفر مرتضى
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد حسين الطبطبائي
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
الشك وتدمير الحياة الزوجية
إنتاج العلم.. شرط بناء الحضارة أين نحن منه؟
﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾
أمسية شعريّة لابن المقرّب للشّاعرين العبادي والسّالم
مصادر تفسير القرآن الكريم (5)
أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
(مرايا شعريّة – مداد حرّ) أمسية شعريّة لنادي صوت المجاز
آل غزوي يوقّع في القديح كتابه الأوّل (مَن قتل مشاعرك)
﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾
الفرق بين القلب والرّوح والنّفس وحقيقة عالم الذّرّ