امتدَّ زمنُ إمامة الإمام الكاظم (ع) إلى خمسٍ وثلاثين سنة كان يمارس فيه دور التهذيب والتربية للأمّة على اختلاف مشاربها ومذاهبها، فكان وعظه وإرشاداته وحكمه التي كان يُلقيها في مجلسه وفي المسجد النبوي وفي المحافل التي كان يحضرها وفي موسم الحج تجدُ صدىً واسعاً في الحواضر الإسلامية
فألوهيته تعالى في السماء وفي الأرض. لا على معنى، كونه في مكان، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل بمعنى أنه الخالق، الحي، القيوم، العالم، الخالق، البارئ، المصور، الخالق، المالك، المتصرف بما يناسب مقام ألوهيته تبارك وتعالى.. وهو بالأفق المبين، وبالمنظر الأعلى، ترى آياته، وتشاهد تجليات عظمته، وتظهر بدائع صنعه..
وقد استخدم الأئمة الدعاء كوسيلة من وسائل التربية وتهذيب النفس وتكاملها، وهو أسلوب ناجح ومؤثر، ولم تقتصر مضامين الأدعية على الجانب الروحي والنفسي فقط، بل كانت تشتمل على مفاهيم عقائدية وفكرية وأخلاقية وتربوية مهمة، وعندما نتأمل في أدعية الإمام الكاظم سنجد أنها في نفس هذا الإطار، فهي ذات مضامين أخلاقية وعقدية وروحية وتربوية.
ومن تتبع كلمات الصادق عليه السلام، يرى أنه يربط مفاهيم الألفاظ بالعمل، فأية لفظة لا يكون لها مدلول ملموس فهي من نوع الكلام الفارغ، أو مفسرة بمدلول آخر، كتفسير عقل معاوية بالشيطنة. فلفظة حق وخير وجمال وعلم وعقل وواجب. وما إلى هذه لها معان قائمة في الخارج تدرك وتوصف بالحس والمشاهدة
وهذه حقيقة يؤكدها علماء النفس إذ إن الإنسان يتعرض إلى حالة من التمزق النفسي في أفكاره وعواطفه، ومن ثم ينشأ صراع بين جبهتين، ولهذا نجد أفراداً يقومون بأعمال متناقضة تماماً، فهو في لحظة هادئ وديع، وفي أخرى سيء الخلق، مرة يكون رحيماً عطوفاً، ومرة يكون عديم الإحساس قاسي القلب، يجبن مرة ويتهور أخرى، ومرة يتجه إلى الله، وأخرى ينصرف وراء الفسق والفجور
ولكن شاءت حكمة الخالق أن يربط بين الحياة الطيبة في الآخرة التي خلق الإنسان من أجلها وبين صدق الإيمان بالحق والإخلاص له والعمل لحمايته، كما قضت حكمته تعالى أن من لا يؤمن بهذا الارتباط، أو يؤمن به نظريًّا ولا يعمل له - أن يحاسبه حسابًا عسيًرا، ويعذبه عذابًا أليمًا لأنه جهل أو تجاهل الغاية التي من أجلها وجد، وتنكب عن الطريق السوي بسوء اختياره بعد أن أرشده اللَّه إليه، وأمره بسلوكه..
والرياء يعني إظهار النفس والتظاهر أمام الآخرين، ويعني القيام بالعمل بدافع أن يراه الآخرون ويثنوا عليه ويمجّدوه وهو يلتذّ بمثل هذا المدح ويفرح ويُعجب به. فكلّ من يقوم بالعبادة بهذه النيّة، فإنّه أثناء عبادته، سيتوجّه بكلّ حواسّه وأفكاره وأذكاره من أجل تحقيق رضا الآخرين، وهو غافلٌ عن كون هذا العمل ممّا يرضي الله أو لا!
السيد عبد الحسين دستغيب
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ فوزي آل سيف
أحمد الرّويعي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حسين آل سهوان
أحمد الرويعي
أسمهان آل تراب
حسين حسن آل جامع
أحمد الماجد
فريد عبد الله النمر
علي النمر
حبيب المعاتيق
زهراء الشوكان
الشيخ علي الجشي
اسجدوا للّه شكراً
هل نملك إرادة حرة واقعًا؟
السُؤال في عين كونه جوابًا (2)
سورة الهمزة
الإمام الحسين (ع): الخروج إلى الشّهادة على بيّنة
طريق الكوفة إلى الشام مشاهد ومواقف
الشّعر الحديث شاهد على قتل الحسين عليه السّلام
وجوه من ذاكرة الجاروديّة، جديد الكاتب علي منصور الحايك
السُؤال في عين كونه جوابًا (1)
فاجعة الطَّفّ: أبعادُها، ثمراتُها، توقيتُها